روي عن الأصبع بن نباتة رضوان الله عليه انه قال: إنا لجلوس ذات يوم عند علي بن أبي طالب - عليه السلام - إذ اقبل رجل من حضرموت لم أر قط أطول منه ولا أكره وجهاً، فاستشرفه الناس وراعهم منظره وأقبل حتى وقف فسلم وحيا ثم جلس فكان كالقائم فكلم أدنى القوم إليه مجلساً وقال: من عميدكم؟ فأشاروا إلى علي، وقالوا: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعالم الناس والمأخوذ عنه. فنظر إليه علي فقال. أجلس أيها الرجل. فقال: أنا جالس أيها الهادي فقال له علي: من حضرموت أنت؟ قال: نعم. ثم قام إليه الحضرمي فقال:
قال: فأعجب علياً شعره وقال له علي: لله درك ما أرصن شعرك!
قال: فسر به وشرح له الإسلام، فأسلم على يديه وحسن إسلامه،
ثم أن علياً سأله فقال له: أعالم أنت بحضرموت؟
قال: إذا جهلتها ما أعلم غيرها. قال: أتعرف موضع الأحقاف؟
قال له: كأنك تسأل عن قبر هود النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال له علي: لله درك ما أخطأت.
قال: نعم، خرجت في عنفوان شبابي في غلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبيره لبعد صوته فينا وكثرة ذكره فسرنا في بلاد الأحقاف أياماً وفينا رجل عرف الموضع حتى انتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف مشرفة فانتهينا إلى كهف منها فدخلناه. فأمعنا فيه طويلاً، فانتهينا إلى حجرين قد طبق أحدهما على الآخر وفيه خلل يدخل منه النحيف متجانفاً، فدخلته فرأيت رجلاً على سريره فإذا مسست شيئاً من جسده أصبته رطباً لم يتغير، ورأيت عند رأسه كتاباً بالمسند: أنا هود النبي آمنت بالله وأشفقت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله مرد فقال لنا علي - عليه السلام - كذلك سمعت من أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم.
أسمع كلامي هداك الله من هادي ... وأفرج بعلمك عن ذي لوعة صادي
جاز التنائف من وادي السكاك إلى ... ذات الاماحل من بطحاء أجياد
تلفه الدمنة البوغاء معتمداً ... إلى السداد وتعليم بإرشاد
سمعت بالدين دين الحق جاء به ... محمد وهو قرم الحضر والبادي
فجئت متنقلاً من دين طاغية ... ومن عبدة أوثان وأنداد
ومن ذبائح أعياد مضللة ... نسيكها خائب ذو لوئة عادي
فادلل على القصد وأجل ريب عن كبدي ... بسرعة ذات إيضاح ورشاد
والمم بفضل هديت اليوم من شعثي ... ثم أهدني أنك المشور في النادي
إن الهداية والإيمان شافية ... عن العمى والتقى من خير ازواد
وليس يفرج ريب الكفر عن أحد ... أضله الجهل إلا حية الوادي
قال: فأعجب علياً شعره وقال له علي: لله درك ما أرصن شعرك!
قال: فسر به وشرح له الإسلام، فأسلم على يديه وحسن إسلامه،
ثم أن علياً سأله فقال له: أعالم أنت بحضرموت؟
قال: إذا جهلتها ما أعلم غيرها. قال: أتعرف موضع الأحقاف؟
قال له: كأنك تسأل عن قبر هود النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال له علي: لله درك ما أخطأت.
قال: نعم، خرجت في عنفوان شبابي في غلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبيره لبعد صوته فينا وكثرة ذكره فسرنا في بلاد الأحقاف أياماً وفينا رجل عرف الموضع حتى انتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف مشرفة فانتهينا إلى كهف منها فدخلناه. فأمعنا فيه طويلاً، فانتهينا إلى حجرين قد طبق أحدهما على الآخر وفيه خلل يدخل منه النحيف متجانفاً، فدخلته فرأيت رجلاً على سريره فإذا مسست شيئاً من جسده أصبته رطباً لم يتغير، ورأيت عند رأسه كتاباً بالمسند: أنا هود النبي آمنت بالله وأشفقت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله مرد فقال لنا علي - عليه السلام - كذلك سمعت من أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق